إليك خاطرتي...من يراعي الحزين إلى البلبل السجين... * ردّ على خاطرة *
ما أجملك أيها البلبل السجين حين ترنو بصوتك خلف حنجرة مذبوحة..حين تنطوي في أحد أركان الزنزانة..
حين يختلج صدرك وجعاً محبوس العدوى داخل قضبان هي خيوط وهمية تمزقها تنهيدات قوية .
ما أجملك حين تجترّ علك ذكرياتك حتى توخز سوسة رأسك ، فتقرع أبواباً هي أوكار أفاعي تلدغ لدغاً مسموماً تجعل الدم في العروق جامداً متجلّطاً.
ما أجملك أيها البلبل حين تغني بصوت جميل لم يجد سوى صدى الوحدة والتكدر والأنين، صوت لا يجرؤ على شقّ الظلمة الحالكة،ولا على حبس الأنين المصحوب بزقزقتك الجميلة ولا التكدر الآتي من موطن صدرك ولا الأنين الذي تدفعه كتلة الحزن الدخيل.
أخشى أن تكون الآه عناوين ألحانك، وأخشى أن يكون جبروت الطغاة هو الذي أسرك وأكل عشك وأمطر سماءك وأحرق أشجارك ونسج لك قيوداً وأسرك فيها وسقاك ماء الدمع وبراقة المآسي..
وإن أخطأتُ فما أسرك أيها البلبل الجميل..؟
سأحرق حزني في موقد قوتي..سأحرق أوراقي وأهديك عطر دخاني.. سأحرق جلابيبي السوداء ونعالي الممزقة وتاج الإكليل اليابس وأمشاطي المتآكلة، وأمزق خيوط العنكبوت من حولي ، وأحمّم عينيّ من كحل الفحم المحروق، وأغسل دواخلي بماء الأمل الطهور، وأصطاد القرش والتماسيح في شبكة الموت ،وأطعن بطون اليأس وجبروت الألم بخنجر قلمي ، وأطفئ القناديل،وأحبس أنفاس دخونها، واضع قوم البوم وخفافيش الدجى في أقفاصك.. وفي أسر الكهوف أحبس الذئاب وأجفف نبع دمعي ،وأجدد خلايا العمر وشبكية أحداقي وتشققات شفاهي، وأتحرّر من قيدي ،وأرحل من قوم بنوا الدائرة الحزينة، وأترك قافلتي في مرساها هناك عند بوابة قلعتي وأركب هودجي في وسط بحر الأمنيات ,وأحرك مجاديف الطموح لأدفع به الأوهام في وسط سكون البحر لأصل إلى شاطئ السلام إلى جنة الحياة ،لأشمّ عطر النبات الأخضر وأتضلل بأوراق الشجر، وأجدد خلايا سمعي لأسمع صوت البلبل الجميل لا الأسير...
- دمعة شمعة –
ما أجملك أيها البلبل السجين حين ترنو بصوتك خلف حنجرة مذبوحة..حين تنطوي في أحد أركان الزنزانة..
حين يختلج صدرك وجعاً محبوس العدوى داخل قضبان هي خيوط وهمية تمزقها تنهيدات قوية .
ما أجملك حين تجترّ علك ذكرياتك حتى توخز سوسة رأسك ، فتقرع أبواباً هي أوكار أفاعي تلدغ لدغاً مسموماً تجعل الدم في العروق جامداً متجلّطاً.
ما أجملك أيها البلبل حين تغني بصوت جميل لم يجد سوى صدى الوحدة والتكدر والأنين، صوت لا يجرؤ على شقّ الظلمة الحالكة،ولا على حبس الأنين المصحوب بزقزقتك الجميلة ولا التكدر الآتي من موطن صدرك ولا الأنين الذي تدفعه كتلة الحزن الدخيل.
أخشى أن تكون الآه عناوين ألحانك، وأخشى أن يكون جبروت الطغاة هو الذي أسرك وأكل عشك وأمطر سماءك وأحرق أشجارك ونسج لك قيوداً وأسرك فيها وسقاك ماء الدمع وبراقة المآسي..
وإن أخطأتُ فما أسرك أيها البلبل الجميل..؟
سأحرق حزني في موقد قوتي..سأحرق أوراقي وأهديك عطر دخاني.. سأحرق جلابيبي السوداء ونعالي الممزقة وتاج الإكليل اليابس وأمشاطي المتآكلة، وأمزق خيوط العنكبوت من حولي ، وأحمّم عينيّ من كحل الفحم المحروق، وأغسل دواخلي بماء الأمل الطهور، وأصطاد القرش والتماسيح في شبكة الموت ،وأطعن بطون اليأس وجبروت الألم بخنجر قلمي ، وأطفئ القناديل،وأحبس أنفاس دخونها، واضع قوم البوم وخفافيش الدجى في أقفاصك.. وفي أسر الكهوف أحبس الذئاب وأجفف نبع دمعي ،وأجدد خلايا العمر وشبكية أحداقي وتشققات شفاهي، وأتحرّر من قيدي ،وأرحل من قوم بنوا الدائرة الحزينة، وأترك قافلتي في مرساها هناك عند بوابة قلعتي وأركب هودجي في وسط بحر الأمنيات ,وأحرك مجاديف الطموح لأدفع به الأوهام في وسط سكون البحر لأصل إلى شاطئ السلام إلى جنة الحياة ،لأشمّ عطر النبات الأخضر وأتضلل بأوراق الشجر، وأجدد خلايا سمعي لأسمع صوت البلبل الجميل لا الأسير...
- دمعة شمعة –