أفكار.. تائهة....
أفكــــــار تــــــائــــهــة......في زمن الرداءة...
خرجتُ يوماً من قوقعتي الحلزونية لا ألوي على شيء، بسبب حزمة من أفكار أضعتُها في طريق عودتي من ملتقى الأيام الخوالي...كنت أخشى عليها من ذئاب عصر الانحطاط والسفاسف..عصر الركاكة والتردّي في هاوية الابتذال..هناك في عالم الحشرات...
عالم طغى فيه أصاغر القوم ، واستأسد النعام..وتربع فيه اللئام على قصعة الطعام..فأضاعوا بينهم الأيتام من أمثالي..
بحثتُ يمنة ويسرة..وفتشت تحت أوراق الخريف المتناثرة..سألت المارة عن شيء اسمه أفكار..فما لمحتُ
في وجوههم سوى أمارات الدَّمار..دمار الحكام السالكين طريق الظلام...
وبينما كنت منشغلاً بالبحث عن أفكاري التائهة، شعرت كأنّ ظلاً يتبعني..يرمقني بعينين لا تعرفان النوم.. لم يكن قريباً مني لأتبيّن ملامحه..إنما كان هناك..حيث لا يقف سوى أمثاله ممن لا يلذ لهم العيش إن لم يجدوا كبش فداء..فيه يمسحون خناجرهم المسمومة بدم الأبرياء..من الذين أنعم الله عليهم بشرف الشهادة والرفعة والبعد عن عالم التفاهة...
واصلتُ بحثي غير آبه لذلك الظل المشؤوم..ولم أكن أعرف أني إنما أسير إلى حتفي المحتوم..كأنما أساق
إليه سوقاً..
وفجأةً نادى مناد..أن قف مكانك... فأنت موقوف... وحاصرني عسكر النقد من كل مكان..
لم أحاول الهرب.. لعلمي أني أحد عناصر المسرحية التي يراد لها أن تتم بأي شكل من الأشكال.. ليستمتع
بها شعب من الخُدام... خدّام النظام....
وفي الحقيقة لم يكن ثمة أحد غيري .. لا جنود ، ولا أعوان..إنما كان ذلك من نسج خيال مواطن ملّ من سياسة حافظ الأختام.. فحضرته قد نجح في إثارة الرأي العام.. ضد أعداء النظام.. كما نجح في نشر الحس المدني بين عناصر الركام.. وسط هدير الزحام...
أيقنتُ حينها أني من ضحايا هذه الأيام..فحزمتُ أمتعتي.. وقررتُ الرحيل بعيداً..عن عالم الأقزام.....
أفكــــــار تــــــائــــهــة......في زمن الرداءة...
خرجتُ يوماً من قوقعتي الحلزونية لا ألوي على شيء، بسبب حزمة من أفكار أضعتُها في طريق عودتي من ملتقى الأيام الخوالي...كنت أخشى عليها من ذئاب عصر الانحطاط والسفاسف..عصر الركاكة والتردّي في هاوية الابتذال..هناك في عالم الحشرات...
عالم طغى فيه أصاغر القوم ، واستأسد النعام..وتربع فيه اللئام على قصعة الطعام..فأضاعوا بينهم الأيتام من أمثالي..
بحثتُ يمنة ويسرة..وفتشت تحت أوراق الخريف المتناثرة..سألت المارة عن شيء اسمه أفكار..فما لمحتُ
في وجوههم سوى أمارات الدَّمار..دمار الحكام السالكين طريق الظلام...
وبينما كنت منشغلاً بالبحث عن أفكاري التائهة، شعرت كأنّ ظلاً يتبعني..يرمقني بعينين لا تعرفان النوم.. لم يكن قريباً مني لأتبيّن ملامحه..إنما كان هناك..حيث لا يقف سوى أمثاله ممن لا يلذ لهم العيش إن لم يجدوا كبش فداء..فيه يمسحون خناجرهم المسمومة بدم الأبرياء..من الذين أنعم الله عليهم بشرف الشهادة والرفعة والبعد عن عالم التفاهة...
واصلتُ بحثي غير آبه لذلك الظل المشؤوم..ولم أكن أعرف أني إنما أسير إلى حتفي المحتوم..كأنما أساق
إليه سوقاً..
وفجأةً نادى مناد..أن قف مكانك... فأنت موقوف... وحاصرني عسكر النقد من كل مكان..
لم أحاول الهرب.. لعلمي أني أحد عناصر المسرحية التي يراد لها أن تتم بأي شكل من الأشكال.. ليستمتع
بها شعب من الخُدام... خدّام النظام....
وفي الحقيقة لم يكن ثمة أحد غيري .. لا جنود ، ولا أعوان..إنما كان ذلك من نسج خيال مواطن ملّ من سياسة حافظ الأختام.. فحضرته قد نجح في إثارة الرأي العام.. ضد أعداء النظام.. كما نجح في نشر الحس المدني بين عناصر الركام.. وسط هدير الزحام...
أيقنتُ حينها أني من ضحايا هذه الأيام..فحزمتُ أمتعتي.. وقررتُ الرحيل بعيداً..عن عالم الأقزام.....