متوسطة سمار عثمان

عزيزي الزائر زيارتك اسعدتنا كثيرا ولكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لمدرستنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

متوسطة سمار عثمان

عزيزي الزائر زيارتك اسعدتنا كثيرا ولكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لمدرستنا

متوسطة سمار عثمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يهتم بكل مايخص تلاميذ التعليم المتوسط

.....تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل .....وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل .....وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحـافـل

    جـنـــــازة فــكـــرة.........

    avatar
    شابي م الهادي


    عدد المساهمات : 23
    تاريخ التسجيل : 13/11/2013

    جـنـــــازة فــكـــرة......... Empty جـنـــــازة فــكـــرة.........

    مُساهمة  شابي م الهادي الأربعاء نوفمبر 13, 2013 9:04 pm

    جنازة... فكرة...

    خرجتُ يوماً أشيّع جنازة إحدى بنات أفكاري التي قضت أيام عمرها كله داخل قوقعة رأسي المظلل بسحابة سوداء من أحزان قلبي الدامي من خناجر سمحت لنفسها بإصابتي في مقتلي..
    وما كدتُ أصل بالجثمان الطاهر إلى المقبرة حتى استوقفني الحارس طالباً مني تذكاراً من ماضي المرحومة ليضعه داخل حافظة جمعت سجلاً حوى مثيلاتها ممن زارهنّ الموت على حين غرّة من حراسهنّ الأمناء...
    فتشتُ جيوبي كلها عن تذكار أحصل به على مكان في مقبرة تاريخ الأفكار فلم أظفر إلا بخيبة الأمل...
    ولم يسمح لي بدفن فكرتي في ذاك المكان، فقررتُ البحث عن مكان آخر حيث لا حراس ولا تذكار..
    لقد أوحى لي ذلك المشهد المريب بفكرة جديدة مفادها أنّ الأفكار من الأفكار تولد.. فحيث رُفض دفن فكرتي ..ظهرت لي أختها... أحسنُ منها رونقاً وأقوى شكيمة.. فقد رُفض طلب الدخول إلى مكان محدود ، وسُمح لي بالبحث في الفضاء الواسع... فقلتُ في نفسي: إنه لعالم عجيب.. عالم الأفكار.. فيه تتّسع الديار..
    إذا لم يوجد التذكار... وفيه تتلاقح الأفكار مولّدةً سيولاً من الأنهار... على غير عادة عالم الواقع.. حيث لا يسمح بالعيش إلا حيث الضيق والدَمار... ويُمنع عنك الفضاء الرحبُ، ولا تُعطى سوى بضعة أمتار إذا قُدر
    لك أن تكون من الأخيار...
    وغير بعيد عن مقبرة الأفكار... حفرتُ لفكرتي شقاً عميقاً يتسع لما حوت جعبة إنسان من تخيلات...
    ووضعتها هناك.. وحيدة..مسجاة في رداء أبيض ناصع.. لعلّ ملائكة النور ترأف بها..وتسمح لها بانبعاث جديد.. لتظهر في زيّ عروس تزيّت لفارس أحلامها بكل ما وقعت عليه عينا بشر من حسن وانعتاق...
    ورجعتُ بعدها إلى الديار.. حاملاً قصاصة من ورق ألفيتُها في جيبي بعد دفن حبيبتي.. كُتب عليها ما يلي:
    " هنا.... منبتُ الأفكار.... تحت ظلال الأنوار..."
    فعرفتُ على إثرها أنها إحدى رسائل فكرتي التي لم يتسنّ لها إخباري بها.. وذهبتْ إلى قبرها بسرّها مع حرقة ألهبت كبدها... فحبستُ أنفاسي انتظاراً لموت قريب يلحقني بفكرتي في عالمها الأزلي......

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 9:53 pm